نظرة ثاقبة تلك التي كان يرتأيها جلالته عندما تبنى المشروع الاصلاحي لمملكة البحرين في العام 2001، كان رهان جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة خفظه الله ورعاه على مستقبل مختلف، على نهضة ملموسة في كافة القطاعات بشكل متواز ومتوازن في ذات الوقت، على انفتاح افاق جديدة لا حدود لها، تطلعات ورؤية اصلاحية شاملة .. فكانت الانطلاقة التي بدأت في العام 2000م بإصدار الأمر الأميري بتشكيل لجنة وطنية عليا لإعداد مشروع ميثاق العمل الوطني، كوثيقة سياسية ترسم وتحدد الاطار العام للتعديلات والتوجهات والتغييرات المطلوبة لإرساء الأسس والقواعد المتينة لقيام الدولة الحديثة.
وهنا التقت آمال الشعب البحريني بعزيمة قيادته الرشيدة واصراها على إحداث التغيير فعندما جاء دور الشعب الذي آمن بحكمة القيادة، وعاهدها على المضي قدما في الطريق الذي تحدده دون تعب أو خوف، متحديا كل المصاعب ومتعديا لمختلف الازمات.. قال الشعب كلمته من خلال التصويت على المشروع وإقرار ميثاق العمل الوطني عام 2001 بأغلبية ساحقة بلغت 98.4%.
فمازالت ذاكرتي تزخر بتلك المشاعر التي امتزج فيها الفرح بالفخر والأمل بمستقل مزهر بالاعتزاز بالماضي العريق .. وانا مازلت طالبة مستجدة في سنوات الجامعة الأولى بالقاهرة وبالرغم من البعد عن أرض الوطن الا ان ذلك لم يثنين عن التصويت لهذا الميثاق ولم يحل بيني وبين المشاركة في هذه التجربة التي شكلت نقطة تحول في حياة كل بحريني، وما كان هذا غريبا فقد كان لوالدي – وكيل الادعاء العام بوزارة الداخلية آنذاك- شرف المشاركة في هذا العمل من خلال رئاسة احدى لجان الاستفتاء الشعبي على مشروع ميثاق العمل الوطني مما انعكس على ايماننا بضرورة المشاركة واهميتها لرسم المستقبل وولائنا اللا متناهي لوطننا الغالي بقيادة جلالة الملك المفدى وسمو ولي العهد رئيس الوزراء حفظهما الله ورعاهما.
عشرون عاما مرت سريعا،، الا انها شهدت وحققت تطورات وتغيرات جذرية في مختلف القطاعات السياسية، الاقتصادية، الصناعية، التعليمية والحقوقية تحديدا لما لمسته الممكلة من طفرة نوعية في مجال العمل الحقوقي والذي رسخ مبادئ اليمقراطية والعدل وسيادة القانون وحول مبادئ حقوق الانسان الى واقع ملموس يضمن احترام هذه الحقوق والممارسات مما جعل مملكتنا الغالية أيقونة يشهد لها في مختلف المحافل على المستوى الخليجي، العربي والدولي ويسجلها التاريخ لما حققته من إنجازات ونجاحات شكلت انعكاس صريح لرؤية جلالة الملك ونظرته الثاقبة.
وأخيرا لا يسعني الا ان اجدد التهنئة لجلالة الملك المفدى وسموولي العهد رئيس الوزراء على مرور عشرين عاما من النجاحات المتواصلة آملين من الله العلي العظيم ان يمن على مملكتنا الغالية بنعمة الأمن والأمان والمزيد من التقدم والازدهار.
غادة حميد حبيب
نائب الأمين العام للتظلمات