تؤكد الأمانة العامة للتظلمات أنها وبموجب واجبها المهني والقانوني تابعت أولاً بأول منذ أغسطس الماضي، ما أثير بشأن حالة النزيل (ز .ع)، وتعاملت مع ما ورد إليها من طلبات بشأن النزيل المذكور تبعا لآلية العمل والإجراءات الاعتيادية المتبعة لديها، ونظرت في أي ادعاءات صدرت منه أو من ذويه، شأنه في ذلك شأن أي نزيل أو محبوس أو محتجز آخر، في إطار من المهنية والشفافية، ولقد آثرت الأمانة طوال الفترة الماضية عدم إصدار أي تعليق علني بشأن الادعاءات المستمرة عن حالة النزيل المذكور حفاظا على خصوصياته ومراعاة لمشاعر أسرته، ولكن بعدما أثير من ضجة وبلبلة من جانب بعض المنظمات، وما نُشر كذلك على صفحات الشبكة المعلوماتية ووسائل التواصل الاجتماعي، وما تضمنته تلك المزاعم من استنتاجات لا تعكس حقيقة ما يجرى، فإن الأمانة العامة للتظلمات تود أن تكشف للجمهور الكريم وللرأي العام نتائج التحقيقات التي أجرتها عن حالة النزيل المذكور بناءً على الطلبات التي تلقتها من ذويه وما صدر عنهم من تصريحات (ومنها البيان الصادر بتاريخ 18 يناير 2021م) وردًا على الاستفسارات الواردة من إحدى المنظمات التي تدعي عملها في مجال حقوق الإنسان، وبناءً كذلك على ما أُحيل إليها من وزارة الداخلية بتاريخ 18 يناير 2021م بهذا الخصوص.
أولاً:
باشرت الأمانة العامة للتظلمات بتاريخ 27 أغسطس 2020م، التحقيق في الشكوى التي قدمتها زوجة النزيل المذكور وتحدثت فيها عن عدم تلقي أسرته الاتصالات الهاتفية منه منذ تاريخ 10 يوليو 2020م، وادعت كذلك تعرضه لسوء المعاملة ومنعه من إحياء الشعائر الدينية، وقد اتضح للأمانة العامة للتظلمات بعد التحقيق وما شمله من مقابلة للنزيل المذكور في مقر وجوده بمركز إصلاح وتأهيل النزلاء بجو، وبعد الاطلاع على المستندات الإدارية والصحية ذات الصلة به، - اتضح - الآتي:
وفي السياق نفسه اطلعت الأمانة العامة على مستندات نقله إلى غرفة الحبس الانفرادي، وتحققت من أن هذا النقل تم كإجراء احترازي وبموجب الإجراءات الإدارية التي تقرها اللائحة التنفيذية للقانون، وتم رجوع النزيل إلى غرفته المعتادة بعد سبعة أيام، كما لا يزال التحقيق جاريا في ملابسات جريمة الاعتداء على رجل الأمن.
ثانيًا:
ثالثًا:
طلب الاطمئنان على سلامته وتأكيد موقعه، الاستفسار عن نقله من مبنى إلى أخر، ادعاء حرمانه من الخصوصية عند الاتصال وأن الاتصالات التي يجريها مسجلة مما يزعجه، إعادة الحديث عن عدم تلقي الأسرة أي اتصال سمعي أو مرئي منه منذ ستة شهور، كما اعتبرت المنظمة المذكورة أن ذلك يشكل (اختفاء قسريا) للنزيل، بدورها قامت الأمانة العامة للتظلمات بمقابلة النزيل في تمام الساعة الحادية عشر والربع صباحا يوم 12 يناير 2021م في مكتب الأمانة المستقل بمركز إصلاح وتأهيل النزلاء "جو"، وكانت المقابلة مسجلة بالصوت والصورة، وتم فيها سؤال النزيل عن تفاصيل الشكوى الواردة من المنظمة بشأنه، فأجاب بالتفصيل عن مكان وجوده (المبنى والعنبر والغرفة)، وأكد نصا أنه "لا يعرف شيئا عن هذه المنظمة وأن ما هو مذكور بشأن الاتصال هو فقط الصحيح وأن آخر اتصال أجراه كان بتاريخ 10 يوليو 2020م الماضي"، وعند سؤاله عن سبب عدم اتصاله منذ ذلك التاريخ قال: "عندي طلب واحد وهو أني لا أريد أن أتكلم وامتنع عن الكلام"، وبسؤاله عما اذا كانت لديه أقولاً أخرى: أجاب بالنفي "لا"، وقد قام النزيل بالتوقيع على محضر التحقيق في ذات التاريخ.
رابعًا:
تابعت الأمانة العامة للتظلمات التطورات الأخيرة التي حدثت بشأن النزيل المذكور، وتأكدت من قيامه باتصال هاتفي بأسرته يوم 15 يناير 2021م، كما اطلعت على تسجيل مرئي مصور (فيديو CCTV) تبين من خلاله أن النزيل المذكور حين كان يجري الاتصال في الكابينة المخصصة لذلك، دخل في مشادة كلامية مع نزيل أخر في المكان، قطع النزيل على إثرها الاتصال مع ذويه، كما قام باتصال مرئي بعدها بثلاثة أيام بتاريخ 18 يناير 2021م، واطلعت الأمانة على التسجيل المرئي المصور (فيديو CCTV) لهذا الاتصال، وقد تبين من خلاله أن النزيل المذكور استكمل مدة الاتصال تماما ولم يقطعه لأي ظرف خارجي، وكان بمفرده طوال فترة الاتصال، في غرفة توافرت فيها الخصوصية.
الخلاصة:
بناءً على كل ما سبق فإن الأمانة العامة للتظلمات تؤكد للجمهور الكريم وللرأي العام أن ما أثير مؤخرا من ادعاءات ومزاعم بشأن حالة النزيل (ز.ع) وعن تعرضه للإخفاء القسري ومنعه من الاتصال، هي ادعاءات لا تعكس حقيقة الواقع ووضع النزيل والظروف التي يعيش فيها، كما خلصت الأمانة إلى أن اختيار هذا النزيل تحديدا لاستغلاله في الحملة الممنهجة المستمرة سببه أنه استمر في الامتناع الطوعي عن الاتصال منذ يوليو 2020م وحتى يناير 2021م، أما النزلاء الأخرين فقد أنهوا امتناعهم عن الاتصال منذ مدد متفاوتة باستثناء نزيل واحد آخر، وذلك من أجل إيهام الرأي العام بخطورة وضع النزيل وأنه مختفٍ قسريا، وذلك بالمخالفة للحقيقة ودون مراعاة لقواعد الموضوعية والمصداقية.